أقامت دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة الملتقى القرآني الثاني للمؤسسات القرآنية في محافظة النجف الأشرف والذي إحتضنته أروقة مسجد عمران بن شاهين داخل الصحن العلوي المطهر وبحضور الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة ورؤساء وممثلو ثلاثين مؤسسة ودار وجمعية ولجنة قرآنية في محافظة النجف الأشرف إضافة إلى عدد من القرّاء في المحافظة ، كما شهد الملتقى حضور الوفد القرآني من دولة الكويت الشقيقة الذي ضمَّ مسؤولي عدد من المبرات والمجالس القرآنية .
وأفتتح المحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم بصوت القارئ حسين الحكيم ، بعدها كانت كلمة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة الشيخ ضياء الدين زين الدين الذي رحّب بداية بالحضور القرآني شاكراً جميع المؤسسات القرآنية الحاضرة لتلبية دعوة المشاركة في هذا الملتقى القرآني .
وأكّد سماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة خلال كلمته على إنًّ من أهم الأمور الواجب التركيز عليها في الملتقيات القرآنية هي إستلهام المعاني والقيم والحقائق والمبادئ الأساسية للقرآن الكريم .
ودعى سماحة الشيخ ضياء زين الدين إلى ضرورة دعم القرآن الكريم ووضعها في موضعها المناسب المتضمن البحث في أسباب نزول آيات الله العطرة ، وماهية القرآن الكريم وكيفية أداء الصورة القرآنية المثلى والمعنى الحقيقي أو الغاية من القراءة قبل بدء تعلم قراءة القرآن الكريم .
وفي ختام كلمته القيّمة بارك سماحة الشيخ زين الدين إقامة الملتقى متمنياً أن يجعله الباري عزوجل مدداً وعطاءً ، مؤكداً إستمرار الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بدعم ورعاية الملتقيات بمختلف عناوينها وإختصاصاتها بما يسهم في رفع المستوى الديني العقائدي والأخلاقي للفرد .
الملتقى القرآني الثاني تضمن عقد جلستين بحثيتين الأولى كانت برئاسة السيد قاسم الحلو رئيس الجمعية القرآنية في النجف الأشرف تم خلالها مناقشة البحث القرآني بعنوان " المؤسسات القرآنية الواقع والمؤمَّل " للسيد عادل الياسري رئيس شعبة القرآن الكريم في مسجد الكوفة المعظم والذي إستعرض من خلاله أهم المحاور الخاصة بالواقع الي تعمل عليه أغلب المؤسسات القرآنية في محافظة النجف الأشرف والتي لابد ان تكون بالشكل الفعال والمميز كي تنهض بأعباء المسؤولية الملقاة على عاتقها ولايكون همّهما الأول والأساس لغرض الاعلان فقط وانما لابد أن تظهر بالصورة التي يجب أن تجسده معالم حملة كتاب الله العزيز .
كما أشار في حديثه إلى ضرورة أن تأخذه المسابقات القرآنية البُعد المعنوي وتتسم بالطابع الروحي لتجسيد كل القيم المستوحاة من إقامتها ولايُكتفى بأن تكون مجرد إقامة فحسب ، كما طالب السيد الياسري – خلال بحثه – بجعل العتبة العلوية المقدسة الراعي الاول والاساسي لمشروع تطوير العمل القرآني بكل إتجاهاته والحاضنة لكل المؤسسات القرآنية في محافظة النجف الأشرف لما تمتلك من الأبعاد المعنوية وهي بجوار القرآن الناطق المولى أمير المؤمنين (عليه السلام ) .
وعُقدت الجلسة البحثية الثانية بعد صلاة المغرب مباشرة والتي ترأسها السيد عادل الياسري تم خلالها طرح بحثين : الاول كان بعنوان " آلية التوصل بين المؤسسات القرآنية " للشيخ أحمد النجفي مدير دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة .
وأكّد الأستاذ أحمد النجفي إلى إن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بصدد إعداد دراسة متكاملة تتضمن إنشاء المجلس القرآني للعتبات المقدسة وبالتنسيق مع ديوان الوقف الشيعي ، عمله التخطيط ومتابعة العمل القرآني في كافة محافظات العراق ، إضافة إلى دراسة إنشاء فضائية وإذاعة خاصة بالقرآن الكريم برعاية ديوان الوقف الشيعي والعتبات المقدسة ، مشيراً إلى الإعلان إلى إقامة ملتقى دولي يُدعى فيها المتخصصون في القرآن الكريم من مختلف البلدان الإسلامية سيُعقد على هامش مهرجان الغدير العالمي الثاني بمشاركة اكثر من عشر دول إسلامية ، مع الإعلان عن مسابقة دولية مكملة للمسابقة القرآنية الوطنية التي أقيمت في شهر رمضان المنصرم إضافة إلى دعم وإحتضان ورعاية العتبة المقدسة لمختلف الدروات المتخصصة لمختلف المؤسسات القرآنية داخل محافظة النجف الأشرف وفي بقية محافظات العراق " .
وأضاف الأستاذ النجفي " إن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء روضة خاصة بالقرآن الكريم مع مدرسة قرآنية برعاية العتبة العلوية المقدسة .
كما أختتم بحثه ببيان آلية التواصل مع وحدة التبليغ القرآني التي أخذت على عاتقها التنسيق مع مختلف المؤسسات القرآنية في العراق والعالم الإسلامية داعياً في الوقت نفسه كافة المؤسسات القرآنية الحاضرة إلى تلبية الملتقيات وورش العمل التي ترعاها العتبة العلوية المقدسة .
أما البحث الثاني في الجلسة الثانية فكان للسيد قاسم الحلو رئيس الجمعية القرآنية في النجف الأشرف بعنوان " سبل النهوض بالمؤسسات القرآنية " ، والذي أكد من خلاله على وجوب الإتفاق في وضع الخطط الستراتيجية لكل مؤسسة ، وتنظيم الهياكل الإدارية وتهيئة البرامج الفنية والتعليمية كي نعمل على إنجاح المشروع القرآني الذي لابد أن يأخذ على عاتقه تهيئة جيل قرآني يكتسب المثل العليا لكل القيم القرآنية وضرورة التنسيق مع الجهات والدوائر الحكومية ذات العلاقة كمديرية التربية في المحافظة وجامعة الكوفة وغيرها من الدوائر لتأخذ دورها الفاعل في إنضاج كل الأفكار والمبادرات التي تسعى من خلالها المؤسسات وجعلها جاهزة للعمل والتطبيق .
وتخلل الملتقى العديد من المناقشات والمداخلات الحوارية التي تمحورت حول المشاكل والمعوقات والسبل الكفيلة بتطوير ودعم الفعاليات القرآنية وكل ما من شأنه أن يطوّر العمل القرآني .
كما شهدت فعاليات الملتقى توزيع الشهادات التقديرية على المتخرجين من دورة خدام الأمير (عليه السلام) الثانية الخاصة بمنتسبي العتبة العلوية المقدسة والتي إختصت بالرسم القرآني والقراء الصحيحة ، إضافة إلى تكريم حَفظة القرآن الكريم المتميزين من طلبة وحدة التعليم القرآني في دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة .
وأختتمت فعاليات الملتقى بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية لكل المؤسسات القرآنية تثميناً لحضورها ومشاركتها في فعاليات هذا الملتقى .
وكانت تلاوة ختام الملتقى للضيف من دولة الكويت الشقيقة والذي جاء برفقة الوفد القرآني الكويتي القارئ الدولي الميرزا عبد الله أبل .
تأتي إقامة هذا الملتقى ضمن سلسلة الملتقيات القرآنية التي دأبت على إقامتها الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة سيما بعد نجاحها بإقامة الملتقى القرآني الأول للمؤسسات القرآنية في محافظة النجف الأشرف والذي أثمر عن إقامة الملتقى القرآني الأول للمؤسسات القرآنية في العراق ضمن فعاليات المهرجان العلوي .